نتنياهو يرغب في إفشال المرحلة التالية من الصفقة
الأخبار
الثلاثاء 4 شباط 2025
في ظلّ التطورات المتسارعة المتعلقة بملف تبادل الأسرى ومسار الحرب في قطاع غزة، وقبيل لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كشفت «القناة 13» العبرية عن اجتماع «صعب وحادّ»، جرى نهاية الأسبوع بين نتنياهو ورئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار. ووفقاً لمصادر القناة، أبلغ نتنياهو، بار، برغبته في تغيير تشكيلة فريق التفاوض الإسرائيلي، ما أثار خلافاً بين الجانبين، خرج على إثره رئيس «الشاباك» «منزعجاً». وأشارت مصادر إسرائيلية مطّلعة على المفاوضات، بدورها، إلى أن هذا التغيير قد يكون بمثابة «طريقة نتنياهو لإفشال المرحلة التالية من الصفقة»، فيما اعترف مقرّبون من رئيس الوزراء بأن الأخير «غير متأكّد ممّا إذا كان يريد التقدّم حالياً إلى المرحلة التالية». وفي السياق نفسه، قالت مراسلة قناة «كان»، غيلي كوهين، إن «نتنياهو يريد استبدال المفاوضين، وإدخال مسؤول كبير في الشاباك يُعرف باسم (م)، يقضي حالياً إجازة تقاعدية، إلى الفريق». وأشارت كوهين إلى أن «العلاقة بين نتنياهو وفريق التفاوض كانت معقّدة للغاية على مدار العام الماضي»، في حين سرّب مكتب رئيس الوزراء أن الأخير سيقرّر، فور عودته من الولايات المتحدة، «الهوية الجديدة» لفريق التفاوض.
على المقلب الأميركي، أعلن ترامب، مساء أمس، أن «لا ضمانات لديه بأن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد»، ما أثار عاصفة من التكهّنات حول خلفية تصريحه الذي جاء قبيل لقائه نتنياهو. لكنّ مبعوث ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، عاد وقال «إن الاتفاق صامد في الوقت الحالي، لذلك نحن مليئون بالأمل. توجيهات الرئيس هي إطلاق سراح الأسرى وإنقاذ الأرواح والتوصل إلى اتفاق سلام. في الوقت الحالي، هذا يصمد». وفي السياق ذاته، أشارت «القناة 13» العبرية إلى أنه «من المستبعد أن يوافق نتنياهو على الإعلان عن وقف الحرب بشكل كامل، لكنه قد يتعهّد أمام ترامب بالحفاظ على الهدوء في قطاع غزة»، مقابل تنفيذ جزء فحسب من الالتزامات الإسرائيلية، من مثل الانسحاب الجزئي فقط من القطاع.
قد يتعهّد نتنياهو أمام ترامب بالحفاظ على الهدوء في غزة، من دون أن يعني ذلك إنهاء الحرب
ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه قناة «كان» أن مسؤولين إسرائيليين «أبدوا استعدادهم للتعايش مع استمرار وجود حماس، ولكن ليس داخل غزة». وفي هذا الصدد، طُرحت فكرة «نقل قيادة حماس إلى خارج القطاع»، بالاستناد إلى ما وصفته القناة بـ«نموذج تونس»، حين تمّ إجلاء قادة «منظمة التحرير الفلسطينية» من بيروت إلى تونس، وذلك ضمن تصوّر يقضي بـ«إبعاد قيادة حماس مع استمرار وجودها في مكان آخر». وترى القيادة الإسرائيلية - بحسب القناة - في هذا السيناريو «حلاً ممكناً لوقف الحرب ضمن المرحلة الثانية من الصفقة، من دون القضاء تماماً على القدرات السلطوية للحركة في القطاع».
وعلى خط مواز، أفادت قناة «كان»، أيضاً، بأن الإدارة الأميركية تستعدّ لتقديم مقترح للدفع باتفاق التطبيع المنشود بين إسرائيل والسعودية، خلال اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو. وبحسب مسؤول في وفد رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن ترامب ومبعوثه «مصمّمان على إتمام اتفاق إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب»، في مقابل حصول إسرائيل على دعم أميركي لتوقيع صفقة التطبيع، وربما أيضاً على «ضمانات تتعلق بالمشروع النووي الإيراني». كما من المتوقّع أن يُغدق الرئيس الأميركي الهدايا على نتنياهو والكيان؛ إذ بحسب «وول ستريت جورنال»، فإن «الولايات المتحدة تستعدّ لبيع أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «المبيعات المحتملة لإسرائيل تتضمّن قنابل ومعدات عسكرية أخرى (...) من بينها 4700 قنبلة زنة ألف رطل وجرّافات». وفي المقابل، فإن «مبيعات السلاح التي يتوقّع أن يضغط نتنياهو لأجلها تتجاوز قيمتها 8 مليارات دولار».